12‏/02‏/2009

في الذكرى الستين لاستشهاده .... حسن البنا لم يمت ...


اليوم يوافق الذكرى الستين لاستشهاد الإمام حسن البنا ، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، كبرى الحركات الإسلامية في التاريخ الحديث.
لم يكن يتصور حسن البنا - و هو مدرس اللغة العربية ، خريج دار العلوم - لم يكن يتصور أن اجتماعا صغيرا مع ستة من أصدقائه سيتحول إلى نقطة فارقة في التاريخ الحديث ، و سيغير الكثير و الكثير في العالم ، و يكفي أن تتصور العالم الإسلامي بدون جماعة الإخوان المسلمين و فروعها.
لست هنا بصدد سرد تاريخ الرجل ، أو تاريخ جماعته ، فمواقع الانترنت تحفل بتفاصيل كثيرة لا تكفيها عشرات المدونات مثل هذه المدونة.
هذا الموضوع هو تحية تقدير إلى الرجل الذي أثر في حياتي و تفكيري الكثير - بالرغم من اختلافي مع بعض أفكاره - و لكن يحسب للرجل عزيمة صلبة لا تلين ، و وقفة صادقة في وجه الظلم ، و تخريج مدارس و مدراس من الرجال ، و شهادة نسأل الله أن يتقبلها.
لو ذكرنا كم الرجال العظام الذين تربوا في مدرسته و أصبحوا حسنة من حسناته ، لأدركنا مدى عظمة و ثقل ميزان هذا الرجل - نسأل الله القبول - كمثال بسيط فإن حركة حماس بأبطالها و أفعالها ، و جهادها و رجالها ، و شهدائها هي حسنة من حسنات الإمام حسن البنا رحمه الله، فما بالك بالملايين في أكثر من ثمانين دولة حول العالم ؟
إن عظمة الإمام حسن البنا ليست في كتبه على قلتها ، ولا في تنظيره على عظمته ، بل في عمله الدئوب و بنائه الشامخ و تنظيمه المحكم ، و استمرار أثره ستين عاما بعد استشهاده ، مما لا نجده عند غيره في هذا الزمن ، كان البنا (بنا) حقيقيا ، استثمر في بناء الإنسان و الجماعة ، فحصد ملايين تهتف للإسلام ، و ما حصده لم يشاهد جله ، بل حصده بعد استشهاده.
الإمام حسن البنا من عظماء هذا الزمان ومن المجددين ، و من من سطروا بأفعالهم صفحات مؤثرة في التاريخ الحديث ، بشهادة الأعداء و الأصدقاء.
رحمك الله و تقبل الله منك جهادك و أعمالك.

هناك 4 تعليقات:

يا أمتى يقول...

بالرغم من اختلافي مع بعض أفكاره !!

ممكن توضيح أكتر اذا أمكن.

جزاكم الله خيرا.

Ahmed Ossama يقول...

يعني انت يا بوحميد سيبت المقالة كلها و مسكت في الكلمة دي؟
عموما يا سيدي الاختلافات في بعض المواقف من الأحزاب السياسية و أسلوب العمل السياسي و السري و العلاقة بالصوفية
و دي عايزة قعدة لوحدها ن و عموما ايه المشكلة ان أنا اختلف معاه يا أخي في بعض أفكاره؟

ست البنات يقول...

المهم اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية لكن أثر هذا الرجل وإخلاصه باين في نتيجة دعوته
جزاكم الله خيرا مقال جميل :)

يا أمتى يقول...

أولا أنا احبك فى الله

أنا مش شايف أى مشكلة فى الاختلاف . فكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم.
وكما تعرف فإن موقف الإمام من الاحزاب السياسية وأسلوب العمل السياسى كان بسبب طبيعة ذلك الزمن (حيث الفساد السياسى والأفكار الغربية والاحتلال وسقوط الخلافة وغيره....) الذى يختلف تماما عن طبيعة الوقت الحالى.

فإذا أتينا بعد وفاته ب60 عام لنختلف معه فى مسائل عاصرها هو ، فأعتقد أن الاحساس بها والحكم عليها لن يكون دقيق.

وأنا مش قصدى حاجة ، فأنا أعرف الأخ أحمد أسامة.