02‏/03‏/2010

لماذا يجب أن نؤيد د. محمد البرادعي





نزل الرجل إلى مصر ، و صاحب نزوله زخما في الحياة السياسية لم تعرف مصر له مثيلا من قبل ، و اختلفت الآراء حوله ما بين مؤيد و معارض ، متشكك و متردد.. من يقول أنه يحمل أجندة أمريكية ، و من يراهن على وطنيته و إخلاصه ...


وفي سياق هذا الحراك غير المسبوق في الحياة السياسية المصرية ، فإن الكثير من المنادين بالتغيير و الحرية انضموا إلى حملة ترشيح د. محمد البرادعي رئيسا للجمهورية، ووصل عدد مؤيدي الدكتور البرادعي إلى 130 ألفا على الفيسبوك ، مما يشجع على القول بأن هناك بصيص من أمل في التغيير ، و في خضم هذا التأييد الذي لم يحصل عليه معارض من قبل ، على الأقل في العقدين الأخيرين ... فإن هناك الكثير من شرفاء هذه البلد يقفون ما بين التردد و المعارضة ، و هدفي من هذا المقال هو حث المترددين على حسم أمرهم إلى جانب الدكتور البرادعي ، و محاججة المتشككين و المعترضين.


رأيي الشخصي أن كل شريف ووطني في مصر يجب أن ينضم في هذه اللحظة إلى حملة ترشيح الدكتور البرادعي ، و ذلك للأساب التالية:


1. وضوح الخطاب السياسي و نضج الرؤية الإصلاحية عند د. البرادعي.. فمطالب الرجل ليست جديدة ، و لا مخترعة ، و لكن صياغتها في شكل نقاط محددة و مطالب واضحة هو الذي أدى إلى الحراك الموجود حاليا ، و النقاط التوافقية الموجودة بالخطاب السياسي للبرادعي تسع جميع المعارضين على اختلاف توجهاتهم.
إن خطاب البرادعي خطاب يتفق عليه كل شريف في هذا البلد ، وهو يركز على المطلب الأساسي الذي سيؤدي لإصلاح كل المشاكل الموجودة في بلدنا ، و هو الحرية ، و أن يرحل هذا النظام الكريه المستبد عن البلد و يتركها في حالها.



2. مكانة الرجل الدولية و مصداقيته المحلية: فالدكتور البرادعي منافس من العيار الثقيل ، ليس مغمورا و لا غير معروف مثل رؤساء الأحزاب التي عفا عليها الزمن ، و الرجل قامة وطنية و عالمية معروفة ، و حائز على جائزة نوبل ، الرجل له مصداقية كبيرة ، و عندما يتكلم يسمعه العالم ، و عندما يصف نظام الحكم الحالي بالفساد و حال مصر بالمتردي فكلامه يسمع ألف مرة أكثر من كلام المعارضين الموجودين حاليا و المكرر منذ عشرات السنين. البرادعي هو الفرصة المثالية لإزالة آخر مساحيق التجميل عن وجه النظام القبيح أمام العالم ، و لوضعه إعلاميا في صورة النظام المستبد المتردي .

الأمر الآخر أن مكانة الرجل العالمية و علاقاته الدولية تجعله في قامة أكبر من أجهزة النظام نفسه و تعطيه نوعا من الحصانة حتى لا يضيف النظام فضيحة إلى سجل فضائحه. فلا يستطيع النظام مثلا أن يقمع الدكتور البرادعي و يحتجزه في التخشيبة أو يعتقه مثل رموز الإخوان أو يلفق له مثلا قضية تزوير أو بانجو مثلا! ، حينها ستكون فضيحة النظام بجلاجل و اللي ما يشتري يتفرج.


3. شجاعة الرجل ووطنيته فالرجل و هو في السابعة و الستين من العمر ، و قد بلغ أعلى المناصب ، و لا يحتاج المزيد من الشهرة و لا المال ، و لو سار في ركب النظام الحالي بعد انتهاء عمله الدولي لكسب أضعاف ذلك ، و لكنه آثر أن يحترم نفسه ومبادئه ، و جهر بكل ما يمكن أن يعتمل في صدر مصري حر عن حال هذا البلد ، و لم يرتح الرجل ، و قد حقق فعليا كل ما يمكن أن يطمح الإنسان في تحقيقه من المجد و الشهرة ، و لكنه كان طامحا لما هو أكثر من ذلك ، و هو المشاركة في كتابة تاريخ جديد لمصر. و دائما كان أساتذتنا يقولوا لنا إن الإخلاص بضاعة رائجة ـ تشتمها الناس و تلتف من حولها. و التفاف الشباب حول الدكتور البرادعي بهذا القدر من أدلة إخلاصه فيما يقول. وأنا أؤيده على ظاهر كلامه ، و السرائر يعلمها الله ، ولو نكث سأكون أول من يعارضه ، و لكن لهجة التشكيك و التخوين و محاولة قتل كل شيء جميل في هذا البلد للأسف من الأمراض التي ابتلينا بها.


4. قلق و ارتباك و تخبط النظام المصري ، منذ أعلن البرادعي عن رؤيته الإصلاحية ، و هو ما يكشف عن استشعار الخطر الحقيقي من هذا الرمز الذي جاء على حين غرة ، إن النظام المصري في أضعف حالاته ، و يتشبث بأي شيء لاستعادة رصيده المفقود في الشارع المصري ، فإذا بالدكتور البرادعي يوجه إليه طعنة قاضية و يكشفه أمام العالم. باختصار ، البرادعي هو الشخص المناسب في المكان المناسب و الوقت المناسب.



5. توجهات الرجل الليبرالية الواضحة و ايمانه بالحرية و الديمقراطية وسيلة وحيدة – فحتى لو كانت أفكار الرجل الليبرالية أحيانا تتعارض مع مبادئي – مثل فصل الدين عن الحكم تماما – و لكنه يؤمن بالتعددية و تداول السلطة و الاحتكام للناس ، و في حالة هذا الخيار ... فإن الحرية ستقود إلى كل ما هو صالح لهذا البلد ، و الشعب المصري المتدين بطبيعته سوف يختار الخيار الصائب ، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول " خلوا بيننا و بين الناس " فعندما يأتي الرجل ليحقق ذلك ، نطلب منه أن يعتنق مبادئنا كلها ، و إلا !!!! و هذا غير مطلوب و منافي لسنة التدرج ، و فقه الواقع ، و التجربة التركية خير برهان على ذلك ، إن أردت أن تلعب لعبة الديمقراطية ، يجب أن توافق على قواعد اللعبة.


6. الرجل الذي يؤمن يتداول السلطة لا يمكن أن يكون مشكلة ، حتى لو اختلفت معه في الرأي ، لأن هذا الرجل مهما اختلفت معه لن يطيح بك ، و لن يكمم حريتك ، و ستبقى صناديق الاقتراع حكما بيننا حتى لو كانت نتيجتها الإطاحة به ، في تصوري البرادعي الديمقراطي أفضل مائة مرة من حاكم إسلامي مستبد و لا يؤمن بالحرية !


لهذه الأسباب و أكثر أؤيد الدكتور محمد البرادعي و أدعو كل وطني و شريف في البلد لتأييده ، و أدعو جماعة الإخوان المسلمين بصفتها كبرى القوى المعارضة في البلد أن تحسم ترددها و أن تنزل إلى الشارع بجوار مؤيدي البرادعي دون قيد أو شرط ، لأنه هو الرجل الأنسب لهذه المرحلة ، و لأن تواجدهم بجواره بثقلهم و شعبيتهم سيكون عاملا مهما وزخما إضافيا يضاف إلى الزخم الحاصل حاليا...


إن الاجتماع حول الهدف الأول لبلدنا الحبيبة ، وهو الحرية ضرورة لكل وطني يحب بلده ، و لو كان الدكتور البرادعي هو المفتاح الأنسب لهذه الحرية فيجب أن نلتف جميعا خلفه حتى نحقق هدفنا الأساسي ، و تعود لنا بلدنا الحبيبة حرة كما نتمناها ....

01‏/02‏/2010

الله أكبر .. و لله الحمد


صورة لا تحتاج إلى تعليق .. استلام كابتن منتخب الساجدين للكأس الإفريقية أمام العالم أجمع مناجيا ربه... لا إله إلا الله

يا حبيبي يا أحمد يا حسن

يا حبيبي يا حسن شحاتة

يا حبيبي يا جدو

يا حبيبتي يا مصر .....

25‏/01‏/2010

عفوا ... د. بديع



تابعت مثل الكثيرين د. محمد بديع – المرشد العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين – في أول ظهور إعلامي له منذ انتخابه.. و توقفت عند تصريحاته التي يقبل فيها بترشيح السيد جمال مبارك لرئاسة الجمهورية و قال بالحرف الواحد: " لا نعارض ترشيح الأستاذ جمال مبارك مثله مثل أي مواطن مصري شريطة ألا يتميز عن أي مواطن مصري في طريقة العرض على الشعب المصري وبآلية تسمح بالاختيار الحر النزيه دون قهر أو ضغط."
و بالرغم من إعجابي بهدوء و دبلوماسية الدكتور بديع ، و بأسلوبه السلس النقي البعيد عن الانفعال ، إلا أنني اختلف معه كثيرا و أعتب عليه فيما قاله.. بالرغم من تأكيده على معارضة التوريث قبل هذه الفقرة.
و لي أسبابي التي أحب أن أطرحها علها تكون مفيدة:

أولاً: الهدف من السؤال و الإجابة: الهدف من السؤال المباشر لحسين عبد الغني كان إحراج الدكتور بديع ووضعه في موقف مواجهة مع السلطة أو مواجهة مع المعارضة الداخلية و الخارجية ، و كان من الممكن للمرشد أن يتجاهل السؤال و أن يرفض الإجابة عليه أو أن يحول مسار الإجابة للبحث عن ضمانات العملية الانتخابية و عن ضمان الحرية و لكن المرشد آثر الإجابة المباشرة للسؤال و هنا يطرح السؤال نفسه ما فائدة الإجابة بهذا الأسلوب:
هناك العديد من الاحتمالات:
1. نفي صورة الحرس القديم و مجموعة سيد قطب و إسباغ ستار من الاعتدال على التصريحات ، و تأكيد مبدأ قبول الآخر حتى لو كان جمال مبارك.
2. توصيل رسالة تهدئة إلى الدولة تسهم في رفع التضييق المتواصل على الجماعة.
3. إغراء الدولة بعمل إصلاحات تشريعية حتى تتجنب معارضة الجماعة في حال الانتخابات القادمة.
و أيا كان الاحتمال فهو لا يبرر هذا الكلام ، الصورة ستظل كما هي و لن تشفع أي مستحضرات تجميل في تغيير طريقة نظر النظام إلى الجماعة ، كما أن النظام يضرب الجماعة في التوقيت الذي يختاره و تبعا للتوازنات التي يحددها ، ولنا في التاريخ عبر! أما الإصلاحات فلا تتوقع من هذا النظام أي إصلاح لأنه سينفذ ما يريد من مخططات بغض النظر عن قوى المعارضة غير الجادة و على رأسها الإخوان ، لأنها معارضة غير مؤثرة في مجرى الأحداث ، و إلا كيف نفسر تغيير الدستور بهذا الشكل السيء ، و كل القوانين المسيئة للسمعة و التي تضرب عرض الحائط بكل مطالب المعارضة و التي تم إقرارها في أكثر دورة برلمانية بها معارضة منذ قيام الثورة ، الواقع أن المعارضة تخلق حالة ، و لا تخلق فعلا ، المعارضة تملأ الدنيا ضجيجا و لا تحوله لإرادة شعبية حقيقية تضغط على النظام ضغطا يؤدي للتغيير. فتجميل الكلام هذا لا محل له من الإعراب في وجهة نظري.

ثانيا: الكلام كلام غير منطقي و غير واقعي و لا يتفق مع معطيات الواقع ، بل إنني أقول إنه ليس من الحنكة السياسية أن يتم التلفظ بهذا الكلام ، لأن جمال مبارك لو ترشح لن يترشح كأي فرد مهما ان قيل ، حتى لو كانت الانتخابات نزيهة فسينجح ! يكفي أصوات موظفي المصالح الحكومية و الشركات المنتفعة و الهيئات بمختلف أنواعها ، و لنا في انتخابات نقابة الصحفيين عبرة ، السؤال فيه تسطيح للوضع و اختزال لمشكلة الانتخابات في شخص جمال مبارك و لا ينبغي الرد عليه بهذا الأسلوب.

ثالثا : الإجابة الشرطية التي تشترط شروطا مستحيلة إجابة من وجهة نظري تحتمل الكثير من المراوغة و عدم الصراحة ، يعني مثلا لو سألتك : هل تقبل أن تبايع جورج بوش خليفة للمسلمين ؟ تقول نعم : إذا أسلم و حسن إسلامه و أقام الخلافة و حارب أعداء المسلمين !!!! انت تتكلم عن شخص غير الشخص أساسا كما يتكلم الدكتور بديع عن واقع غير الواقع ، فالإجابة فاسدة و لا تحتمل معناها المباشر أبدا. و هذا يفتح الباب أمام التأويلات و تبرئة الدكتور بديع من الخطأ لو سألت أحد الإخوان الذين يستميتون في الدفاع عن الصواب و الخطأ لمجرد أنه على لسان قائد في الجماعة ، نعم الإجابة صحيحة لكنها فاسدة – الكلام غير واقعي و يتكلم في دنيا الأحلام... لذلك فالواجب رفض ترشح جمال مبارك.

رابعا: لم يقل لنا الدكتور بديع رأيه في شخص جمال مبارك ، و ما هي مؤهلاته التي تفوق بها على 80 مليون شخص حتى يقود هذه البلد ... لم يكن رأي د. بديع واضحا في هذا الشأن لأن الإجابة يراد لها أن تسير في اتجاه معين ، صحيحة لكنها فاسدة و منقوصة.

خامسا: من حوار المرشد أحسست أنه لا تزال لدينا مشكلة إعلامية في طريقة تعاطينا مع عقول المشاهدين و المستمعين بل و أعضاء الجماعة ، فالكلمات العامة المطاطة لا تزال تستخدم كثيرا ، و الخطاب الذي يحاول أن يرضي جميع الأطراف (وهو من المستحيلات) لايزال قائما ، و إسباغ الهالات المقدسة على الجماعة و دعوتها لا يزال متبنى.
خلاصة رأيي المتواضع أنني أشعر بقلق شديد على أكبر قوة معارضة في مصر لو استمر تبني هذا الخطاب ، فالتمييع و اللهجة التصالحية لا ينبغي إلقاؤها على عواهنها ، و خصوصا في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ مصر .. و رغم يقيني بعدم وجود صفقة وراء هذه الكلمات (وهي مصيبة أخرى لأنك تعطي بالمجان) فإنني لا أستطيع إلا أن ألتمس العذر لمن يسوق بوجود صفقات بين الإخوان و النظام على حساب مصلحة البلد في بعض الأحيان – بالرغم من تأكدي –إلى الآن – من عدم حدوث هذا الأمر.

فضيلة المرشد : أحبك و أحترمك ، و لكني لا أوافق على ما قلت بخصوص جمال مبارك أيا كانت المبررات .. و الله على ما أقول شهيد...

و لو عايزين كلام من الآخر .. اقرأوا رأي مصطفى الفقي في كلام المرشد ...

23‏/01‏/2010

شيد جدارك ...... !!!!!


للشاعر المصري د. أحمد حمدي والي
* ألقيتْ في المؤتمر العام لنصرة غزة بمدينة المنصورة بمصر*
------------------------------------------------

شيِّد جدارك
واصنع من الفولاذ عارك
وانقش على سيناء وشْم الذل ولتكشف عوارك
أسكرتنا كذبًا.. وسُقت على مسامعنا من الزور انتصارك
أغلقتَ ظهر الأرض كيْما يذعنوا
فتألقوا في صبرهم.. وهُزمت أنت ومَن أثارك
ألجأتهم بطن البسيطة علّهم
أن يدخلوا بعض الدواء إذا تعَاظم جرحهم
أو يدخلوا بعض الطعام إذا تجبَّر جوعهم
وأَبَـيْت ذاك... فرُحت ترسل مستشارك
من أي "غيـْطٍ" جاء لا أدري.. فما ذنب الكنانة كي تُنـصِّبها حمارك
ليقول للدنيا بأن الغدر شيمتكم
وأن سيادة الأوطان أن تقتل جارك
وسيادة الأوطان يلزمها جدارٌ يمنع الأنفاق أن تكسو الصغار
ويُؤمِّن المحتلَ في تلك الديار
فغدوتَ تُصليهم حصارك
...........
شيِّد جدارك
واحشد عليهم ألف سجان..
وقل للعلقمي كفيتكم.. فاحفظ تتارك
واقرأ على الأعداء سِفر الذلِّ..
ثم اقرأ على نعش العروبة ما تيسر من "تبارك"
واشرب مع الأقزام من حكامنا
نخْب الفضيحة من دموع صِغارنا.. والعن صَغـَارك
ما عاد يؤلم أهل غزة فعلكم
مَن يطلب النصرة ممن.. قد تصَهْين أو تَمَارك
لو كنت حرًّا ما فعلت.. ولا أسأت لمصرنا
ولَصُنت في الدنيا دِثـَارك
لكنني والكل يعلم واثقًا.. ليس القرار هنا قرارك
لن تغفر الأجيال سوء فعالكم
وشواهد التاريخ لن تنسى عِثارك
شيد ففوق العرش ربٌ قادرٌ
والشعب فوق الأرض يشتاق اندحارك


11‏/01‏/2010

همام البلوي ... رجل من زمن الصحابة ...



من وقت لآخر ، لا بد أن يبعث الله لنا شمعة تضيء ظلامنا الحالك ، و لا بد أن يضيء وهج يرسم علامات الطريق ، و لا بد من شربة ماء باردة نقية رقراقة ، تذهب حر الغربة ، و وحشة و سؤ ما تعانيه هذه الأمة... إن نسمة الهواء العليل ، في هذه الصحراء القاحلة كانت الشاب المجاهد الشهيد :همام البلوي أو قل إن شئت أبو دجانة الخرساني .. هذا الرجل الذي قال : (لقد اشتاقت كلماتي إلى دمائي ) ، فرتب اللقاء ، و ياله من لقاء .. الرجل الذي صال و جال على الانترنت ، و صدق الله فصدقه الله ، تحرق قلبه للشهادة فنالها ، ذرفت عيناه الدموع شوقا لأن يكون في ركب الأبطال ، فلم يرد الله دعاءه ، و اتخذه من الشهداء ، نحسبه كذلك و الله حسيبه.

همام ... عاش هماما ، و مات هماما بطلا ، و لد في نفس العام الذي ولدت فيه 1977 و في نفس البلد ( الكويت) و ياليت شعري ، أكنا نتنفس هواء نفس البلد ، فتنزل عليه السعادة والهناء و الشهادة ، و أصبح أنا من المشغولين المحرومين ....

هذا الشاب الذكي .. الذي خدع المخابرات الأردنية ، و السي اي ايه ، و ضرب ضربته المحكمة في قلب أعداء الله و من يحاربون المسلمين ، فعلمهم – كما يقول رحمه الله في وصيته – أنه لا يمكن للمؤمن الحق أن يبيع دينه ، و أن المسلم الحق ثابت صابر حتى يلقى الله منتصرا أو يذوق ما ذاق حمزة بن عبد المطلب .....

همام البلوي .. كان في غاية الذكاء و خدع الأعداء و التقطه أهل الكفر و النفاق ، و أدخلوه أفغانستان ، ليكون لهم عدوا و حزنا ، و هذه علامة القبول و الرضا ، إذا أراد الله أن يمكن لعبد من الشهادة مكنه طريقها ، و إن كان طريق الأعداء.

د. همام ، على ذكائه و تفوقه ، و نشأته في أسرة ميسورة ، و زواجه .. ترك كل هذا من أجل أن يموت شهيدا و يوقع نكاية في أعداء الله .. اللهم تقبله في الصالحين .. لكم تقطع كبده على أطفال غزة ، و لكم سالت دموعه على شهداء العراق و أفغانستان .. صدق الله فصدقه.

لا أتفق مع القاعدة في كل ما تفعله ، و خصوصا في التساهل في دماء المدنيين من المسلمين و غيرهم ، و لكن لا أملك إلا الإعجاب بهذا البطل و أن أدعو الله عز و جل أن يتقبله في عليين ، فقد كان مجاهدا شهيدا ، لم يقتل طفلا أو امرأة ، و لا يستطيع حتى أعداؤه أن يسموه بالإرهاب... لأنه نكل بعسكريين محاربين في هدوء و ذكاء ، سيظل الأمريكان يدرسون ما حدث أياما طويلة.

أخي الحبيب أبا دجانة .. عذرا إن بهتت كلماتي الرخيصة جوار هامات كلماتك المدوية ، إن كلماتي كلمات مقعد محروم ، و كلماتك تلمع و تتوهج ببريق الصدق و الدماء ... عذرا إن لم أوفك أي حق في الكلمات ، و لن يوفيك أحد حقك إلا لو سار على طريقك ، و فاز فوزا عظيما .....

مع مقتطفات من كلمات أبي دجانة


04‏/01‏/2010

أحمد زكي بدر .. وزيرا للتربية و التعليم !!!!

علمت ، مثل غيري من الأخبار بتعيين د. أحمد زكي بدر وزيرا للتعليم .. و د. أحمد زكي بدر من أعضاء هيئة تدريس هندسة عين شمس أساسا ، و هو نجل وزير الداخلية الأسبق زكي بدر الذي خرج في الفضيحة الشهيرة بجريدة الشعب.
د. أحمد زكي بدر هو ثاني وزير أتعامل معه قبل تعيينه، عرفت من قبل د. إبراهيم الدميري وزير النقل الأسبق ، و الذي كان عميدا لهندسة عين شمس عندما كنت طالبا فيها.. و كان رجلا تابعا للأمن بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ، و أذكر أنه (د. إبراهيم) عندما تظاهر الطلاب بسبب ضيق المسجد في الكلية و عدم اتساعه للطلاب و عدم انتظام فتحه في مواعيد الصلاة ، قام وفد من الطلاب ، منهم العبد لله بزيارة مكتب العميد د. إبراهيم الدميري لشرح الموقف للعميد فما كان منه إلا أن استقبلنا بمنتهى الفظاظة و قال لنا قولته الشهيرة (انتوا تستاهلوا الضرب بالجزم ) وذلك في حضور قائد الحرس و ضابط أمن الدولة المسئول عن الجامعة !!!!
عودة إلى أحمد زكي بدر
اختيار أحمد زكي بدر وزيرا للتربية و التعليم يقضي على كل أمل متبقي لهذا البلد في التربية أو التعليم .. و لا أدري على أي أساس تم اختيار هذا الدكتور لهذا المنصب الحساس
لي تجربة شخصية مع الدكتور أحمد زكي بدر في كلية الهندسة عندما كان مشرفا على النشاط الطلابي في الكلية و كنت أكتب الكثير من المقالات في ممر الصحافة ، و كان هو يقوم بالتعليق عليها ، و حدثت بيننا الكثير من المشاكل و الصدامات بسبب القصص الرمزية و الأشعار التي أكتبها و التي كان لا يفهم معظمها .. و قد صدمت منذ عدة أعوام عندما تم تعيينه رئيسا لجامعة عريقة مثل جامعة عين شمس ، فإذا به الآن وزيرا للتربية و التعليم ، يضع الخطط و الأسس لتعليم أبنائنا ، و لا أدري أي تعليم أسود هذا الذي ننتظره في وجود هذه الشخصية.
د. أحمد - من تجربتي الشخصية معه من أكثر من 13 عاما - شخص صدامي للغاية ، أحادي النظرة ، لا يأبه بالرأي الآخر ، و يتعامل دائما بالعقلية الأمنية و ليست العلمية. أحمد زكي بدر من الناس الذين لا تحب أن تتعامل معهم لفظاظته ، و أسلوبه المنفر ، و طبيعته التي لا تتفق مع شخص متحضر ، و لا دكتور في الجامعة ، فضلا عن وزير للتعليم.
عندما تجلس معه تحس أنك جالس مع ظابط شرطة مابيفهمش (مع اعتذاري لكل ضباط الشرطة ففيهم العديد من النماذج المحترمة) ، و عندما يتحدث تجد صوتا عاليا منفرا يمتليء بالصفاقة و الجهل و استبعاد الآخر.. هذا هو رأيي في أحمد زكي بدر ، الذي له عندي الكثير من الذكريات السيئة كواحد من أسوأ النماذج البشرية التي تعاملت معها خلال حياتي.
اختيار أحمد زكي بدر كارثة للتعليم في مصر ، و يؤكد على الاتجاه الذي تسير فيه البلد نحو كل ما هو شاذ و خطأ .... من أجلك أنت !!!
.....