24‏/02‏/2009

من الذي دبر انفجار الحسين؟

تعددت الآراء و تباينت حول من الذي دبر انفجار الحسين المفاجيء الذي أعاد للأذهان أياما سوداء عاشها الوطن ، لا أعادها الله عليه.
و لأن العبد لله لا يعلم من دبر انفجار الحسين فقد قررت عمل استفتاء شعبي غير محايد للسؤال عن مين اللي ورا الملعوب ده
و لذلك لو سمحت اختر الإجابة الصحيحة مما يلي:

من دبر انفجار الحسين :

-- إرهابي فلسطيني من حماس أو ايران دخل عبر نفق من أنفاق غزة و (سقط) على الحسين عدل ، ضرب قهوة و حجرين و عملها (نظرية متداولة).

--الحكومة الوحشة هي اللي عملتها لتمرير تمديد قانون الطواريء أو قانون الإرهاب، و علشان شكلنا يبقى متعور قدام أوباما فنصعب عليه ، و مايكلمناش عن الديمقراطية تاني !

--واحد لسه خارج من الحبس - حبسوه علشان مشي عكس السير بسيارته هو وولاده التلاته !


--زملكاوي عايز الناس تنسى فضايح فريقه!

--واحد قطعوا له هدومه في طابور العيش.


--البت منى جارتنا اللي عنست هي و ملايين زيها ، و مش لاقية جواز ( و الله ما اعرفها !!)

--اللهو الخفي ( أو تنظيم القاعدة في بلد الكنانة - كما يسمونه).

للحل السليم ، الرجاء الاستعانة بالمفتش كرومبو .....

21‏/02‏/2009

محاولات مع قلم

الحمد لله على نعمه وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وبعد:


أيام تمر وراء أيام , يجر بعضها البعض , وتمر على نفس المنوال دون أن يستفاد منها بشيء يذكر, تصول في الصالة , وتجول في الطرقة , وتجوس في الحجرات...



قد تسير تركل شيئا ما وجدته أمامك, قد يكون كرةً أو نعلاً أو دمية... لا تفعل ذلك لتستمتع به, ولا تجد فيه سلوى لك...



قد يعترضك أخوك ويركلك ويفر ؛ فترسم بسمة زائفة على وجهك وتعدو خلفه محاولا الخروج من هذا الفراغ القاتل... فلا يستطيع المشاغب الصغير أن يسحبك منه إلى الحياة الطبيعية الحلوة التي يعيشها الناس, ولا يستطيع أن يفعلها غيره ...



قد تقوم بقراءة وحفظ بضعة آيات من القرآن الكريم, فقد تنجح وقد تفشل, وسواء نجحت أم فشلت فإن هذا لا يدوم طويلا مع شارد مثلك, وعد هنيهة ستجد نفسك قد عدت للتحليق خيالك في سماء الأفكار و.. عدت مرة ثانية لركل الدمى



قد تدعو في الصلاوات ربك, وتسأله في الصباح, وتناجيه قبل أن تنام ؛ ليجعل لك تسلية في ما يفعله الناس ويفرحون به لتملأ فراغك ... ولكنك لا تجد أي متعة ولذة فيما يفعله أي فتى في سنك من قرأة روايات وألعاب حاسوب وغيره, قد تشدك قليلا ثم تضجر بها وتتأفف وتعرض عنها...



قد يهديك تفكيرك لقراءة الكتب, إنها فيها متعة وفائدة, وقطع للوقت وانتفاعا به, فتتحمس لهذا وتشعر أنك قد هديت للتفكير الصحيح وتتأبط الكتاب السميك وتترنم بـ أنا من بدل بالكتب الصحابا *** لم أجد لي وافيا إلا الكتابا



وتجلس لتقرأ ما يشاء الله أن تقرأ...

هنا تبدأ تفهم: ما دائك؟وتدرك : ما علتك؟, وتشعر بالطاقات المحبوسة المكفوفة, إنك تريد... تريد... إذا أردت أن تقرأ فلابد أنك تريد..تريد...



إنك تريد أن تكتب

***


أجل هذا هو الرأي السديد, إنك تريد هذا, وتحتاج إليه بشدة, تريد أن تحلق بخيالك كما تحب, ولكن ليس بركل الأحذية, بل بجر الأقلمة...

إنك لست كاتبا محترفا أو أديبا حاذقا, ولكنك تحب هذا الأمر, والمرء لا يولد أديبا, وهؤلاء الأدباء جميعهم قد بدؤوا مثلك.
بلى , هذا هو ما عليك أن تفعله, الآن فلتسحب أحد الدفاتر الشبه فارغة, به عدة صفحات قد كُتب عليها كتاب أبله, بعناوين بلهاء على غرار
(أهمية إشارات المرور),(المقصود بالنظافة),(أثر تناول الشطائر على الفرد والمجتمع),(مكانة الفران في حياتنا)
إن ما تتعلمه في دراستك ليس تعبيراً, حسنا, مزق تلك الصفحات وتناول الدفتر وهلم إلى التعبير الحقيقي...
أين تجلس؟ ليس هناك مانع أن تجلس القرفصاء فوق الوسادة وتجعل الدفتر على فخذيك والقلم بين إصبعيك, لا مانع أبدا من أن تفعل كأي تلميذ مجتهد وتجلس على الأرض وأمامك الكرسي يؤدي دور الطاولة, ولكن هناك مانع كبير من أن تنظف مكتبتك وتضع الدفاتر والكتيبات التي ارتصت فوقه في الأدراج وعلى الرفوف وتجلس كأي إنسان محترم...
تعال هنا, فيما تكتب؟ وعما تكتب؟ لا شك أنك تركت الأفكار البلهاء الخاصة بالعصي والقصص الخيالية التي كنت تعتنقها فيما مضى...
يا ربي؟ يا ربي؟ ماذا أكتب؟ ماذا... ماذا...
هنا تبدأ في التفكير .... فكرة خاطئة, قصة (عامر بن عبد الله التميمي _رضي الله عنه_) ليس لك أن تكتبها, من أراد أن يقرأها سيقرأها في كتب ذات مصادر أدق وأسلوب أرق, ولن يبحث عن ما ذكره (براء باشا أحمد), خسارة.. أكتشفتَ هذا الآن بعد أن قطعت فيها شوطا طويلا؟!!
فكر ..فكر.. تباً لك, هل أنت مصاب بورم في القريحة؟ فكر يا عدو نفسك..فكر..
وجدتها!
ألا تذكر حديثا لرسول الله صلوات الله عليه قرأته دون مرة؟ واعتبرته يوما حين جلست مع رفقة لك في أحد المطاعم أكثر جملة سمعتها وأثرت فيك؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم:
(بدأ الإسلام غريبا وسيظل غريبا فطوبى للغرباء)؟
(طوبى للغرباء أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)؟
(الغرباء هم من يصلحون ما أفسد الناس من سنتي)؟
حسنا, فليكن ما ستكتبه عن الغرباء...
***
أسابيع عديدة مرت وأنت تصبح على الغرباء وتضحي على الغرباء وتمسي على الغرباء, كل يوم تحاول وتحاول وتعيد الكرة فتعيد المرة...
مرة تكتب عدة صور من صور الغرباء لرجل واحد فتجد أن الأمر زاد عن حدوده وأن المقالة لن تصلح إلا لو كانت عن هذا الرجل بذاته
مرة تكتب مقالة لا بأس بها ولكن تكتشف _للأسف_ أن المقالة كلها مقدمة
مرة تحاول أن تجعل المقالة عبارة عن صورة بلاغية ولكن تكتشف حين تنهيها أنها صارت رحلة برية
وكأن قلمك قد أصابه الفالج...
لا يستجيب لندائك ولا لمحاولتك
تناشده وتناجيه
(أنت قلمي, يجب أن تكون طوع بناني,نفذ أمري)
ولكن هل له أن يستجيب؟
...
يبلغ بك السيل الزبد ويطفح كيلك, فتتأفف وتتذمر وتمزق ما كتبته وتبصق عليه
إن الأمر عسير جد عسير
لقد طال الأمر جدا
***
أخيرا تبدأ في التفكير بواقعية...
إن هذه الفكرة التي اتخذتها لن تستطيع كتابتها, هي ليست عسيرة, وربما كنت تكتبها في ظروف أخرى
ولكن كأنه قد حجز بينك وبينها والله أعلم بما فيه الخير
ربما كان لإنك تحاول أن تفرط في السجع والتشبيهات والمجازات
ولكن لماذا هذا الأمر في تلك المقالة بذاتها؟ لو كان كذلك فكيف تستطيع كتابة غيرها؟
حسناً, ألقي هذه الفكرة خلف ظهرك لحين تحتاجها وابدأ في التفكير من جديد
ما رأيك لو سرقت مقالة من مقالات المنفلوطي وجردتها من أسلوبها البديع وكسيتها أسلوب الرديء ووضعتها لزوار مدونتك؟
لا, هذه فكرة حمقاء ومحرمة, لقد نُهي المسلم عن (التشبع بما لم يعطي), كما أن الأمر سينكشف ولو لم ينكشف فلن تشعر أنت بأنك فعلت شيئا ذا قيمة
ماذا تفعل إذن؟ ماذا تفعل إذن؟
ربما لديك فكرة لا بأس بها, وهي أن تكتب محاولاتك البائسة في مقالة وتنشرها لعل أحد من يقرأها يكون لديه دواء للقريحة فيعطيكه...
أشجع هذه الفكرة, لا تبدو لي سيئة
فليكن عنوان ما ستكتب :
(محاولات مع قلم)
هيا اكتب...
***
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأتمنى أن تنال المقالة رضاكم
ولا تنسوا دواء القريحة!!

15‏/02‏/2009

قالوا في: الإمام حسن البنا




في ذكرى استشهاده ، هذه نبذة مما قيل عن الإمام الشيخ حسن البنا رحمه الله


المحدّث ناصر الألباني :لو لم يكن للشيخ حسن البنا _ رحمه الله _ من الفضل على الشباب المسلم سوى انه أخرجهم من دور الملاهي في " السينمات " ونحوذلك والمقاهي ، وكتّلهم على دعوة واحدة ، ألا وهي دعوة الإسلام ..لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلا ً وشرفا ً .. هذا نقوله معتقدين ، لا مرائين ، ولا مداهنين .


الأمير عبد الكريم الخطابي :ويح مصر وإخوتي أهل مصر مما يستقبلون جرّاء ما اقترفوا ، فقد سفكوا دم وليّ من أولياء الله !! ترى أين يكون الأولياء إن لم يكن منهم ، بل في غرتهم حسن البنا الذي لم يكن في المسلمين مثله .


الشيخ محمد الغزالي :كان حسن البنا _حيث حلّ _ يترك وراءه أثرا ً طيبا ً، وا لقيه امرؤ في نفسه استعداد لقبول الخير إلا وأفاد منه ، ما يزيده صلة ً بربّه ، وفِقها ً في دينه ، وشعورا ً يتبعه نحو الإسلام والمسلمين ، ولارجل الذي يشتغل بتعليم الناس لا يستطيع في أحيانه كلّها أن يرسل النفع فيضا ً غدقا ً، فله ساعات يخمد فيها وساعات يتألق وينير .إن الإشعاع الدائم طبيعة الكواكب وحدها ، وقد كان حسن البنا في أفقه الداني البعيد من هذا الطراز الهادي بطبيعته لأن جوهر نفسه لا يتوقّف عن الإشعاع .كانت لدى حسن النبا ثورة طائلة من علم النفس وفن التربية وقواعد الإجتماع ، وكان له بصرٌ نافذ بطبائع الجماهير ، وقيم الأفراد ، وميزان المواهب ، وهذه بعض الوسائل التي تعين على الدعوة وليس كلّها .


الكاتب الأمريكي روبرت جاكسون :هذا الشرق لا يستطيع أن يحتفظ طويلا ً بالكنز الذي يقع في يده . إنه رجل لا ضريب له في هذا العصر .. لقد مرّ في تاريخ مصر مرور الطيف العابر الذي لا يتكرر . كان لابد ان يموت هذا الرجل _ الذي صنع التاريخ وحوّل مجرى الطريق _ شهيدا ً كما مات عمر وعلي والحسين . كان لا بد أن يموت مبكرا ً ، فقد كان غريبا ً عن طبيعة المجتمع .. يبدو كأنه الكلمة التي سبقت وقتها ، أو لم يأت وقتها بعد .


قال الشهيد سيّد قطب رحمه الله ، تحت عنوان : حسن البنا وعبقرية البناء :" في بعض الأحيان تبدو المصادفة العابرة قدرا مقدورا وحكمة مدبرة في كتاب مسطور . حسن البنا . إنها مصادفة أن يكون هذا لقبه . ولكن من يقول : إنها مصادفة ؟! والحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء وإحسان البناء بل عبقرية البناء ؟!.. وإن استشهاده عملية جديدة من عمليات البناء ، عملية تعميق للأساس وتقوية للجدران . وما كان ألف خطبة وخطبة ، ولا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان كما ألهبتها قطراتُ الدم الزكي المهراق .. إنّ كلماتنا تظل عرائس من الشمع ، حتى إذا مُتنا في سبيلها دَبَّت فيها الروح ، وكتبت لها الحياة . وعندما سلَّط الطغاة الحديد والنار على بناء حسن البنا والعاملين فيه ، استطال على الهدم ، لأن الحديد والنار لايمكن أن يهدما فكرة في يوم من الأيام " .


وقال السيّد أبو الحسن الندوي رحمه الله :إن كلّ من عرف حسن البنا عن كثب لا عن كتب ، وعاش متصلا به ، عرف فضل هذه الشخصية التي قفزت إلى الوجود وفجأت مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله بدعوتها وجهادها وقوتها الفذّة . فقد اجتمعت فيه صفات ومواهب تعاونت في تكوين قيادة دينية اجتماعية لم يعرف العالم العربي والإسلامي وما وراءه قيادة دينية أو سياسية أقوى وأعظم تأثيرا ، أو أكثر انتاجا منها منذ قرون ، وفي تكوين حركة إسلامية يندر أن تجد حركة أوسع نظاما ، وأعظم نشاطا ، وأكبر نفوذا .

12‏/02‏/2009

في الذكرى الستين لاستشهاده .... حسن البنا لم يمت ...


اليوم يوافق الذكرى الستين لاستشهاد الإمام حسن البنا ، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، كبرى الحركات الإسلامية في التاريخ الحديث.
لم يكن يتصور حسن البنا - و هو مدرس اللغة العربية ، خريج دار العلوم - لم يكن يتصور أن اجتماعا صغيرا مع ستة من أصدقائه سيتحول إلى نقطة فارقة في التاريخ الحديث ، و سيغير الكثير و الكثير في العالم ، و يكفي أن تتصور العالم الإسلامي بدون جماعة الإخوان المسلمين و فروعها.
لست هنا بصدد سرد تاريخ الرجل ، أو تاريخ جماعته ، فمواقع الانترنت تحفل بتفاصيل كثيرة لا تكفيها عشرات المدونات مثل هذه المدونة.
هذا الموضوع هو تحية تقدير إلى الرجل الذي أثر في حياتي و تفكيري الكثير - بالرغم من اختلافي مع بعض أفكاره - و لكن يحسب للرجل عزيمة صلبة لا تلين ، و وقفة صادقة في وجه الظلم ، و تخريج مدارس و مدراس من الرجال ، و شهادة نسأل الله أن يتقبلها.
لو ذكرنا كم الرجال العظام الذين تربوا في مدرسته و أصبحوا حسنة من حسناته ، لأدركنا مدى عظمة و ثقل ميزان هذا الرجل - نسأل الله القبول - كمثال بسيط فإن حركة حماس بأبطالها و أفعالها ، و جهادها و رجالها ، و شهدائها هي حسنة من حسنات الإمام حسن البنا رحمه الله، فما بالك بالملايين في أكثر من ثمانين دولة حول العالم ؟
إن عظمة الإمام حسن البنا ليست في كتبه على قلتها ، ولا في تنظيره على عظمته ، بل في عمله الدئوب و بنائه الشامخ و تنظيمه المحكم ، و استمرار أثره ستين عاما بعد استشهاده ، مما لا نجده عند غيره في هذا الزمن ، كان البنا (بنا) حقيقيا ، استثمر في بناء الإنسان و الجماعة ، فحصد ملايين تهتف للإسلام ، و ما حصده لم يشاهد جله ، بل حصده بعد استشهاده.
الإمام حسن البنا من عظماء هذا الزمان ومن المجددين ، و من من سطروا بأفعالهم صفحات مؤثرة في التاريخ الحديث ، بشهادة الأعداء و الأصدقاء.
رحمك الله و تقبل الله منك جهادك و أعمالك.