11‏/01‏/2010

همام البلوي ... رجل من زمن الصحابة ...



من وقت لآخر ، لا بد أن يبعث الله لنا شمعة تضيء ظلامنا الحالك ، و لا بد أن يضيء وهج يرسم علامات الطريق ، و لا بد من شربة ماء باردة نقية رقراقة ، تذهب حر الغربة ، و وحشة و سؤ ما تعانيه هذه الأمة... إن نسمة الهواء العليل ، في هذه الصحراء القاحلة كانت الشاب المجاهد الشهيد :همام البلوي أو قل إن شئت أبو دجانة الخرساني .. هذا الرجل الذي قال : (لقد اشتاقت كلماتي إلى دمائي ) ، فرتب اللقاء ، و ياله من لقاء .. الرجل الذي صال و جال على الانترنت ، و صدق الله فصدقه الله ، تحرق قلبه للشهادة فنالها ، ذرفت عيناه الدموع شوقا لأن يكون في ركب الأبطال ، فلم يرد الله دعاءه ، و اتخذه من الشهداء ، نحسبه كذلك و الله حسيبه.

همام ... عاش هماما ، و مات هماما بطلا ، و لد في نفس العام الذي ولدت فيه 1977 و في نفس البلد ( الكويت) و ياليت شعري ، أكنا نتنفس هواء نفس البلد ، فتنزل عليه السعادة والهناء و الشهادة ، و أصبح أنا من المشغولين المحرومين ....

هذا الشاب الذكي .. الذي خدع المخابرات الأردنية ، و السي اي ايه ، و ضرب ضربته المحكمة في قلب أعداء الله و من يحاربون المسلمين ، فعلمهم – كما يقول رحمه الله في وصيته – أنه لا يمكن للمؤمن الحق أن يبيع دينه ، و أن المسلم الحق ثابت صابر حتى يلقى الله منتصرا أو يذوق ما ذاق حمزة بن عبد المطلب .....

همام البلوي .. كان في غاية الذكاء و خدع الأعداء و التقطه أهل الكفر و النفاق ، و أدخلوه أفغانستان ، ليكون لهم عدوا و حزنا ، و هذه علامة القبول و الرضا ، إذا أراد الله أن يمكن لعبد من الشهادة مكنه طريقها ، و إن كان طريق الأعداء.

د. همام ، على ذكائه و تفوقه ، و نشأته في أسرة ميسورة ، و زواجه .. ترك كل هذا من أجل أن يموت شهيدا و يوقع نكاية في أعداء الله .. اللهم تقبله في الصالحين .. لكم تقطع كبده على أطفال غزة ، و لكم سالت دموعه على شهداء العراق و أفغانستان .. صدق الله فصدقه.

لا أتفق مع القاعدة في كل ما تفعله ، و خصوصا في التساهل في دماء المدنيين من المسلمين و غيرهم ، و لكن لا أملك إلا الإعجاب بهذا البطل و أن أدعو الله عز و جل أن يتقبله في عليين ، فقد كان مجاهدا شهيدا ، لم يقتل طفلا أو امرأة ، و لا يستطيع حتى أعداؤه أن يسموه بالإرهاب... لأنه نكل بعسكريين محاربين في هدوء و ذكاء ، سيظل الأمريكان يدرسون ما حدث أياما طويلة.

أخي الحبيب أبا دجانة .. عذرا إن بهتت كلماتي الرخيصة جوار هامات كلماتك المدوية ، إن كلماتي كلمات مقعد محروم ، و كلماتك تلمع و تتوهج ببريق الصدق و الدماء ... عذرا إن لم أوفك أي حق في الكلمات ، و لن يوفيك أحد حقك إلا لو سار على طريقك ، و فاز فوزا عظيما .....

مع مقتطفات من كلمات أبي دجانة


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

"أكنا نتنفس هواء نفس البلد ، فتنزل عليه السعادة والهناء و الشهادة ، و أصبح أنا من المشغولين المحرومين .... "

اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل
عاطف