31‏/08‏/2008

تعالوا نعمل .. في رمضان


كل عام و أنتم بكل خير ، جاء الشهر الكريم بعد طول انتظار ، جاء بالرحمة والمغفرة و العتق من النيران، جاء الشهر الكريم و بدأ الموظفون في الشركة بالاستعداد لبيات رمضان ، و أصبح من المقر والمعلوم بالضرورة أن العمل سيكون نائما في رمضان و بدأ الناس للاستعداد و معرفة ماذا سيفعلون بالضبط في رمضان، هل سيتسلون بقراءة الجرائد وقت العمل، أم أن كل موظف سيكون له حجة للزوغان المبكر و الاستمتاع بالنوم الهانيء في رمضان حتى يمر هذا الشهر على خير.
مشكلتنا أن رمضان أصبح موسما للكسل و قلة الإنتاجية في البلد بشكل عام. و أصبح الناس لا ينتجون وقت الصيام ، و السبب في ذلك يرجع لعدة عوامل: أولها أن الشعب المصري بصفة عامة شعب صاحب مزاج و كيف ، بمعنى أنك تجد غالبية الأشخاص لهم طقوس معينة علشان تظبيط الدماغ تبدأ بالشاي و القهوة ، و لا تنتهي بالإفراط في استخدام السجائر ، و لذلك فإن حرمان الشخص من مزاجه العالي بسبب الصيام يؤثر بالفعل على الإنتاجية و المزاج الذي هو مفتاح التركيز! - كنت فيما أحد شهور رمضان أعمل كمهندس تركيبات كهربية في مصنع في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ، و كان هناك مهندس من المشرفين على المصنع يأتي أول النهار في رمضان و شكله شاحب و مكرمش و غريب ، و السبب أنه تعود في غير نهار رمضان على شرب كوب كبير جدا من القهوة السوداء بمجرد استيقاظه مما يملأه بالكافيين و يتسبب في الفوقان و نضارة الوجه !
العامل الآخر هو ارتباط رمضان عند الكثيرين بالسهر ، و ثقافة الكسل في الشهر الفضيل ، مما يتنافى مع روح الإسلام و الأحداث التاريخية، سم كم موقعة من المواقع الفاصلة في تاريخنا قديما و حديثا حدثت في شهر رمضان، و كم من الإنجازات سجلت في هذا الشهر الكريم.
رمضان شهر طاعة و عبادة و ليس شهر كسل و نوم و أكل ، في رمضان يكون الإنسان قويا على شهواته ، متساميا على رغباته ، لا يفكر إلا في الطاعة ، و في أفضل حالات الروحانية ، هل هذه حالة شخص خامل؟ أم شخص منتج قوي يخرج من الإنتاج أضعاف أضعاف الإنتاج في غير رمضان.
تعالوا نجرب أن نعمل بجد في الشهر الكريم ، و أن لا نتحجج بالجوع و العطش و قلة المزاج ، ماذا لو جعلنا هذا الشهر شهر إنتاج و نهضة عملية و إيمانية ، و أن نعمل بجد و اجتهاد في هذه الأيام المباركة التي تضاعف فيها الحسنات
كل عام و أنتم بخير ، و تقبل الله منا و منكم

ليست هناك تعليقات: