20‏/08‏/2008

وحشتوني .........

لا يشعر الإنسان بقيمة ما في يده إلا عندما يبتعد عنه......

كنت متحمسا جدا لفكرة أن تذهب زوجتي مع أولادي إلى المصيف في رحلة استجمام برفقة والدها في مطروح. و بصراحة فإن انشغالي الشديد هو ما شجعني على الإلحاح عليهم بالسفر ، لأنه لن تتح لي فرصة للذهاب معهم قبل رمضان بسبب الانشغالات المستمرة و المتواصلة.

اعترضت زوجتي كالمعتاد لأنهالا تحب أن تقضي أجازة بدوني ، و أقنعتها بعد الكثير من النقاش و بأن الأولاد يحتاجونها معهم و لا يصح أن يذهبوا بدونها و بأنني سأكون بخير و خصوصا بأنني مشغول حتى النخاع ، ودعتني زوجتي و هي دامعة العينين.
و الآن مر أسبوع على ذهاب أولادي الأحباب وزوجتي إلى المصيف ، و أخذت أسأل نفسي ، ماذا فعلت في نفسي ، و كيف تحملت كل هذه الأيام بدون أسرتي التي هي كل ما لي في الدنيا ، ووجدت نفسي متأثرا جدا ، و مكتئبا بدونهم.
لم أستطع النوم على سريري منذ رحلوا ، أنام على الأريكة في غرفة المعيشة ، لا أستطيع مشاهدة مشهد على التلفاز يجمع أسرة أو فيه أطفال ، سرعان ما تترقرق عيني بالدموع ، بل و تنهمر الدموع أحيانا أخرى.

يا زوجتي الحبيبة و يا أولادي الرائعين ، أحبكم كثيرا ، و أشتاق إليكم شوقا لا يوصف ، و لا يعوضني عنكم كنوز الدنيا و لا أي شيء أو أحد. .. كنت أعتقد أن أنا سأعيش في هنا ، و محلاها عيشة العزوبية ، و من غير دوشة و لا خنقة ، فإذا بي أجد نفسي وحيدا نائما في البيت زي الكلب ! لا أحد يسأل في و لا يد حانية تمسح على رأسي. ووجدت نفسي أتمنى و لو لحظة من دوشة الأولاد ، و أتخيلها أجمل و أروع الأصوات.

أنا لست رجلا بيتيا بطبعي ، و أحب الخروج الكثير من البيت ، و لكن عندما أعود ، أجد زوجتي الحبيبة في انتظاري ، و اولادي الأحباب يرتمون في حضني بمجرد دخولي البيت. الآن أجد نفسي أدخل البيت الصامت لا أحد ينادي علي و لا أحد يحتضنني.

زوجتي الحبيبة ، وحشتوني جدا ، وحشني الأكل البيتي الجميل ، النظرة الحانية ، المشاركة ، و حتى المناقرة ، وحشتوني جدا ......
أعلم أنكم تتمتعون بوقتكم في مطروح ، و أتمنى لكم زيادة التمتع بوقتكم، و أن يجمعنا الله على خير.

لا أدري لماذا لأول مرة أكتب بعض المشاعر الشخصية على الملأ ، و لكنني أعتبر ذلك جزء من التكفير عن ذنب اقترفته في حق نفسي بأن حرمت نفسي من أولادي و زوجتي، و ربما هي رسالة لكل من يقرأ هذا المقال ... لا تبتعد عن أجمل ما في حياتك بإرادتك!

هناك تعليق واحد:

البراء أحمد يقول...

جزاك الله خيرا..ولكنني مستعجب..من هذا الذي يحب دوشة الأطفال؟..أسألني أنا!..