07‏/07‏/2011

إلى تيار التجديد المفصول من الإخوان ... لا تحسبوه شرا لكم

هذه رسالة أكتبها إلى رفقائي تيار التجديد من الشباب داخل الجماعة و الذي يتعرض الآن لمقصلة التحقيق و الفصل و التجميد داخل جماعة الإخوان المسلمين.

لا تحسبوه شرا لكم ! .. إن هناك الكثير من اللحظات العاطفية الصعبة التي تمرون بها و أنتم تتعرضون للبتر من الجسد الذي طالما انتميتم إليه .. و أحببتموه ، و بذلتم من خلاله في سبيل دينكم و فكرتكم ووطنكم، و لكنني أتصور أن هناك الخير الكثير في قرارات فصلكم من الجماعة .. إنها فرصة كبيرة لكم لكي تنطلقوا متحررين من أعباء الماضي ، و من قوالب جامدة لا تجيد قراءة الواقع الجديد ، و من تفكير نمطي مقيد و معطل و مانع في كثير من الأحيان ، إنها فرصتكم لكي تنطلقوا في مشروعكم السياسي المجتمعي الحضاري ، تخاطبون الناس بلسانهم ، تستلهمون معاني الثورة التي شاركتم في صنعها وقيادتها ، بينما كان الاتجاه السائد ساعتها في داخل الإخوان أن الثورة ليست من منهج التغيير عند الإخوان. إنها فرصة تاريخية لكي تأسسوا حركة سياسية و اجتماعية تستلهم الفهم الصحيح للإسلام كما فهمناه و تربينا عليه ، أن تختلطوا بالناس و تتعاملوا معهم كجزء منهم و كشركاء في برنامج بناء هذا الوطن الكبير.

حافظوا على رابطة الأخوة مع إخوانكم ، حتى و إن جاروا عليكم .. فإن الأخوة في الدين و ليست في الجماعة ، و الحب في الله و ليس في التنظيم.

لا تنجروا عبر وسائل الإعلام إلى مهاجمة الكيان الذي تربيتم فيه ، و لا تكونوا نصل خنجر يستخدمه الإعلام لطعن إخوانكم ، قدموا نموذجكم ، و أثبتوا نظريتكم في ملعب العمل ، لا ملعب الكلام.

تجمعوا و لا تتفرقوا: ووظفوا تنوعكم و اختلافاتكم لصالح المشروع الكبير الذي تنوون بناءه و الذي أرجو أن يغير وجه مصر للأفضل، أنكروا ذواتكم ، و تعاونوا مع بعضكم البعض و اجعلوا اختلافكم اختلاف تنوع و تكامل ، لا اختلاف تنافر و تضاد.

ثقوا في أنفسكم و لا تلتفتوا خلفكم ، فإنني أثق بعون الله تعالى أن هذه الكوكبة الفريدة من الشباب المؤمن الواعي الرائع ، الذين يتمتعون بفكر نوعي ، و أدب جم ، و سلوك راق لهم قادرون على قيادة مصر إن شاء الله في المستقبل نحو فجر أفضل ، ركزوا مجهودكم ، و اعملوا في البناء ، واصلوا الليل بالنهار و لا تستكينوا إلى الراحة ، فأنتم الآن قادة لا تابعين ، أنتم الآن تشاركون في صنع التاريخ و الأحداث ، و لا تكتفون بالتعقيب و رد الفعل ، بعد أن تركتم مقاعد المتفرجين.

إن تنوع هؤلاء الشباب ، من مفكر عميق ، و سياسي بارع ، و قائد فطري ، و إعلامي محنك يعطي فرصة نادرة لهؤلاء الشباب لعمل مؤسسي متكامل جديد يعيد الروح للفكرة الوسطية الوطنية التي تربينا عليها ، و يبعث الأمل في قيام كيان جديد يجدد الفكرة الوسطية و يستلم زمام القيادة ، و لو بعد حين.

إن كل المصلحين و القادة في العالم بدأوا في سن صغيرة ، أصغر من سنكم و استطاعوا تغيير أوطانهم و عالمهم لأنهم لم يلتفتوا إلى الخلف ، و لم يشغلوا أنفسهم بمعارك جانبية مع من يحاول أن يعطل مسيرتهم. لا تردوا على من يهاجمكم و يشدكم إلى الخلف ، بل اصنعوا واقعكم ، و ابدأوا عملكم ، و ابنوا صرحكم ، وشاركوا في صنع تاريخ هذا الوطن العظيم ، و الله معكم و لن يضيع أعمالكم.

م. أحمد أسامة

المتحدث الإعلامي باسم حملة د. عبد المنعم أبو الفتوح للرئاسة

نشر هذا المقال في المصري اليوم - الخميس 7 يوليو 2011

http://www.almasryalyoum.com/node/474901

ليست هناك تعليقات: