08‏/09‏/2007

رشدي أباظة ..مش حتقدر تغمض عينيك

من الأشياء اللي مسيطرة على تفكيري موضوع المواصفات الشكلية النموذجية اللي بتفرض علينا و بتسيطر على نظرتنا للأشخاص و تقييمنا ليهم ، و المشكلة ان المواصفات دي من صنع الإعلام و الأفلام و مسلسلات التليفزيون. فهم يصورون الشاب الوسيم ذو العضلات المفتولة والصدر الواسع و الكتاف العريضة و العيون العميقة الجريئة بأنه هو مصدر النجاح و الاهتمام و التهافت من قبل الجميلات و الفاتنات و هذا المثال موجود منذ القدم من أيام الأبيض و اسود ( فرانك سيناترا ، كلينت استوود ، مارلون براندو ، رشدي أباظة ) و الآن طبعا ( توم كروز ، جورج كلوني ، أحمد عز ، تامر زفت حسني ، أحمد أسامة طبعا!!!) ... يعني اللي عايز أقوله ان مقاييس الكمال الشكلي و الجسدي بالنسبة للرجال هي هي من زمان ، و طبعا نتيجة لتراكمات الضغط الإعلامي في هذا الاتجاه ، صدق الناس الخدعة ، و أصبح من مقاييس 99% من البنات في الراجل اللي بتحبه أنه يكون شبه المقاطيع اللي فوق ، طبعا لا يمنع تغير ترتيب أولوية المقياس ده حسب كمية الأفكار المحترمة اللي جوة دماغ البنت. أما لو جينا بالنسبة لمواصفات الحريم فالموضوع أكبر بكتير جدا ، و بلاش الواحد يقول أسماء علشان مراتي ممكن تقرا المقالة دي و لو شافتني باتكلم عن اليزابيث تايلور أو أنجلينا جولي أو الست هيفاء بتاعة الواوا حيطلع لي واوا ! و طبعا ده برضه انعكس على مقاييس الرجال في الاختيار يعني 98% من الرجال و هم بيتجوزوا بيدوروا على حاجات شكلية معينة في خيالهم تعباهم و نفسهم فيها. الراجل فينا بيدور على واحدة مزة شكلا ، مع أنه لو قعد مع الحشو من غير شكل مش حيطيق يقعد 5 دقايق. و ده في غالب الأحوال.
يعني الخلاصة ان مقاييس الإعلام التي فرضتها علينا و التي لا تنطبق في الواقع إلا على 3-5% من مجمل الناس جعلت الناس في سباق محموم حتى يقتربوا من هذا المقياس ، و جعل الناس يفرحوا جدا لو عندهم بنوتة شبه الممثلة الفلانية و طبعا البنت يركبها الغرور و تبطل تشغل مخها علشان جمالها بيسهل لها كل حاجة و تفتكر العرسان واقفين على الصفين و هو ده اللي بيحصل فعلا للأسف.
و المشكلة ان الموضوع ده ليه جانب اقتصادي مهم جدا، يعني فلوس الناس التي تضيع على مراكز التجميل ، و عمليات التجميل ، و منتجات الريجيم ، كل ده مش هدفه ان الناس يكونوا أصح ، و لا ان الست عايزة جوزها يشوفها أحسن (إلا استثناءات قليلة) الموضوع ان الفلوس دي بتتصرف علشان الناس تقرب من النموذج المثالي اللي مزروع في مخهم و علشان المجتمع الهايف بتاعنا يتقبلهم بشكل أحسن لأن منظرهم اتحسن. يعني البنت بتروح الجيم مش علشان صحتها تتحسن ، لا ، علشان تدير الرؤوس وهي ماشية أو علشان تكون أحلى من صاحباتها و هي معاهم ، و الواد اللي بيفحت نفسه في الحديد ، مش بيعمل كده علشان جسم أصح ، لا ، علشان يستعرض الباي و التراي قدام اللي يسوى واللي مايسواش. المشكلة ان الناس بتدور على تحسين القشرة، و مش بتدور على تظبيط الحشو أو الجوهر ، زي اللي عمل ديكور على أعلى مستوى لبيت آيل للسقوط أو مليان حشرات !
الجانب الاجتماعي في الموضوع أخطر من الاقتصادي ، بغض النظر عن موضوع الزواج ، الموضوع موضوع توقع الناس من أشكال معينة يعني الشخص التخين لازم يكون كسلان ، الشخص القصير لازم يكون مكير ، و هكذا و هكذا و تصور بقى لو واحد عنده عيب خلقي أو بيعرج أو عنده حرق في مكان ظاهر من جسمه ، الناس مش بتتعامل معاه طبيعي ، مع أنه ممكن تكون دماغه تعمل 5 مليون من واحد زي رشدي أباظة مثلا. المجتمع وقع أسير المواصفات الشكلية و أصبح يتعامل مع الناس بناء على مظهرهم الخارجي. و على قدر اقترابك من المواصفات القياسية الزائفة على قدر تقبل المجتمع لك و انفتاح الأبواب لك و زيادة فرصك في النجاح.
اللي عايز أقوله ان المواصفات الصح مش مركزين عليها اليومين دول ، يعني مثلا الرجل في الميزان الصحيح هو الرجل الحقيقي الذي يعيش حياة متوازنة و يقيم بيته بشكل يرضيه و يرضي ربه ، لو تحبوا نتكلم عن الرجالة الصح هناك آلاف و ملايين الأمثلة التي عاشت و ماتت في هدوء ، لم تركز عليهم كاميرا ، و لم قوموا بعمل شو يبهروا به الناس ، و لكنهم عاشوا حياتهم بكل بساطة ، أثروا فيمن حولهم ، و عاشوا لقضية عليا ، أو لهدف نبيل (حتى لو كان هذا الهدف هو تربية الأولاد و تنشئتهم و النجاة بهم من هذا الزمن الغريب).
و طبعا نفس الكلام على النساء. كم من سيدات بالنسبة للمواصفات العالمية لا يصلحون و لكن بالنسبة للمواصفات الصحيحة هن زوجات و أمهات مثاليات. مش معنى هذا الكلام ان المرأة صاحبة المواصفات القياسية لا يمكن أن تكون أما جيدة أو زوجة ناجحة أو امرأة صاحبة رسالة و لكن المهم أن الشكل الخارجي مالوش دعوة بالموضوع. الجمال الخارجي و المواصفات الرهيبة دي مجرد قشرة خارجية مصيرها الذبول مع الزمن و الدود في القبر، و لو مش مصدقين كلامي اتفرجوا على صباح و شويكار الآن و قارنوهم بالأبيض و اسود. يا جماعة خلاصة الكلام ان المواصفات الصح هي المواصفات اللي قالها ربنا سبحانه و تعالى في القران ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، مش أنعمكم شعرا و لا أعرضكم كتفا و لا أجملكم عيونا ، يا جماعة ركزوا على المضمون و كفاية انسياق و راء موصفات زرعوها في دماغنا منذ الصغر. أريد أن أسأل نحن نعرف شكل كام نبي من الأنبياء ؟ وهل الموضوع مهم فعلا ؟؟ لم يشر الله سبحانه و تعالى إلى شكل نبي من الأنبياء عدا سيدنا يوسف ( أشار إلى حسنه النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف) وذلك لأن شكله مرتبط بالقصة الأساسية له و التي تعلمنا العفة في وجه المغريات. فكم منا سيكون مطمعا للنساء مثل سيدنا يوسف ، و كم منا سيصمد مثله؟
شفت من كام سنة فيلم جميل جدا اسمه (هالو شال*) وهو بيتعرض لنفس النقطة اللي عمال أرغي فيها من الصبح أنصح بمشاهدته ، فعلا فيلم فكرته جميلة جدا و يستحق المشاهدة أكثر من مرة.
زمان كان علماء السلف لهم مصطلح جميل جدا يصف الذي يحب امرأة لشكلها الجميل و الفاتن بأنه من (عشاق الصور)... وهو ده آخر الكلام.

*Hallow Shall is the English name of the film

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

hehehe...
BTW its niceee alot ^^
and wish others understand it
(not just focus on da funny words :))
GL in other notes..waiting more ^^

غير معرف يقول...

بداية جميلة يا احمد وربنا يوفقك فيها.

انا بس كان لى تعليق على طريقة اقناع الناس بمواجهة الغريزة بالمنطق الخاص وخصوصا ايات القرآن او الحديث الشريف.

يعنى اظن من الافضل الحديث معهم بلغة المتأثرين والمبهورين بهذا العالم.

يعنى مثلا شكل الممثلين دول من غير مكياج عامل ازاى؟

مش الاحسن البنات العاديين يتعلموا شوية كيفية استعمال الماكياج ده ونبقى لاقينا حل وسط؟

هل يمكن للإنسان الاستغناء عن المظر بالجوهر فقط؟

هو الغرض من الانثى فى حياة الذكر او الذكر فى حياة الانثى ، بالنسبة للبشر طبعا ايه؟ وبالنسبة للحيوانات ايه؟

يعنى اسئلة كتيرة مقالك طرحها فى رأسى يا ريت نحاول نوجد ليها اجابة غير الايات والاحاديث اللى محتاجة قدر معين من الايمان نفتقده نحن الان؟؟؟

Ahmed Ossama يقول...

جزاكم الله خيرا يا مصطفى على ردك
يبدو ان أنا ما وضحتش المقصود بالشكل الكافي...
العلاقة بين الرجل و المرأة و ارتباطها بالشكل جزء من المشكلة بس هو مش كل المشكلة . ازاي؟ الجزء الآخر هو نظرة الناس عموما و تعاملهم مع الإنسان بناء على مظهره الخارجي و ليس على القيمة الداخلية له ، يعني قصدي انت لما تشوف واحد وزنه زائد مثلا ، هل ده يؤثر على نظرتك ليه و تقييمك و بناء عليه على تعاملك معاه ... و لماذا تحصل الطالبات الجميلات مثلا على درجات أعلى في امتحان الشفوي... يعني أسئلة كثيرة المطلوب منها إثارة المشكلة و التفكير في حل مثلما تفضلت و ناقشت ، و لم يكن من هدفي طرح حل بناء على التدين أو الالتزام الديني .. إطلاقا ، و إن كان الالتزام الديني كفيل بحل مشاكل كثيرة لكن هذا المطب بالذات يقع فيه أيضا الكثير من المتدينين

غير معرف يقول...

جميل يا ابو حميد ..وبدايه جيده..بصراحه اللي عاجبني ..هو استشهادك بالامثله باستمرار..لقد قرات كل ما كتبت من البدايه الي النهايه.
بدايه موفقه ونرجوا المزيد
سعد

البراء أحمد يقول...

مقالة جامدة جدا ورائعة جدا ووجهة نظر صحيحة تماما

وفقك الله..